*من فتاوى العلامه/ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-*
🔹〰🔹〰🔹
السؤال:
يا شيخنا الفاضل! كثرت الفرق الضالة في زماننا هذا، ومن هذه الفرق الضالة الصوفية والتيجانية، حيث إن لها أنصارا يدعون أنهم على طريقة صحيحة، وأنهم على حق، نرجو منكم معالجة هذه الطرق الباطلة، وإبانة الحق لأولئك المنخدعين والمغرورين بهذه الطرق الضالة؟
الجواب:
الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد: فإن الجواب على هذا السؤال مأخوذ مما ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبة الجمعة: أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة» و للنسائي :«وكل ضلالة في النار».
في هذه الطرق التي أشار إليها السائل وفي غيرها من الطرق الأخرى هل تنطبق على هدي النبي صلى الله عليه وسلم أو لا تنطبق؟ فإن كانت منطبقة فهي صحيحة، وهي خير الهدي، وهي الطريق الموصل إلى الله عز وجل، وهي الهدى والشفاء والصلاح والإصلاح والاستقامة، وإن كانت مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم فهي ضلال وشقاء على أصحابها وعذاب عليهم لا يستفيدون منها إلا التعب في الدنيا والعذاب في الآخرة. وكلما كانت أشد مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم كانت أكثر ضلالاً، وقد تصل بعض هذه الطرق إلى الكفر البواح، مثل أولئك الذين يقولون: إنهم وصلوا إلى حد يعلمون به الغيب، أو أن أولياءهم يعلمون الغيب، أو أن فلاناً ينجي من الشدائد، أو يجلب الخير، أو ينزل الغيث أو ما أشبه ذلك ما يدعى لهؤلاء الذين يزعمون أنهم أولياؤهم وأئمتهم؛ فإن الله عز وجل يقول في كتابه: ﴿قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ﴾، فمن ادعى أنه يعلم الغيب أو أن أحداً من الناس يعلم الغيب فقد كذب بهذه الآية الكريمة.
ويقول الله تعالى آمراً لنبيه أن يعلن للملأ أن: ﴿لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾ . وفي قوله تعالى: ﴿إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾ دليل على أنه صلى الله عليه وسلم عبد مأمور، وقد كان صلى الله عليه وسلم أعظم الناس عبودية لله وأتقاهم له وأقومهم بدين الله صلوات الله وسلامه عليه.
ويقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم آمراً إياه: ﴿قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا * قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا﴾، فإذا كان هذا في حق النبي صلى الله عليه وسلم فما بالك بمن دونه من الخلق؟ بل ما بالك ممن ادعى أنهم أولياء وأنهم هداة، وهم في الحقيقة أعداء وضلال وطغاة وبغاة؟ فنصيحتي لهؤلاء ولغيرهم ممن من خرجوا ببدعهم من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يتوبوا إلى الله عز وجل، وأن يرجعوا إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم التي هي تفسير للقرآن وبيان له، وليرجعوا إلى هديه صلوات الله وسلامه عليه الذي هو تطبيق لشريعة الله تماماً، وإلى هدي الصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون أبو بكر و عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم. أما هذه الطرق وهذه البدع المخالفة لدين الله فإنها ضلال مهما اطمأن إليها قلب الإنسان، ومهما انشرح صدره بها، ومهما زينت له، فإن العمل السيئ قد يزين للإنسان؛ كما قال الله تعالى: ﴿أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾.
وقد ينشرح الصدر للكفر كما قال الله تعالى: ﴿مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾، فلا يقولن أصحاب هذه البدع إن صدورنا تنشرح بهذه البدع، وإن قلوبنا تطمئن؛ لأن هذا ليس بمقياس، ولكن المقياس كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام وخلفاؤه الراشدون من الحق والهدى، ولهذا أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نتبعه، وأن نتبع سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده، فقال: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور». وهم -أعني أصحاب هذه البدع سواء إن كانت في الطرق والمنهاج أم في العقيدة- إذا رجعوا إلى الحق سيجدون سروراً للنفس، ونعيماً للقلب، وسلوكاً جامعاً بين القيام بحق الله وحق النفس وحق العباد أفضل مما هم عليه بكثير، وسيتبين لهم أن ما كانوا عليه من قبل شر وضلال ومحنة وعذاب. نعم .
🔹〰🔹〰🔹
المصدر: سلسلة فتاوى نور على الدرب > الشريط رقم [170]
رابط المقطع الصوتي
http://zadgroup.net/bnothemen/upload/ftawamp3/Lw_170_06.mp3
🔹〰🔹〰🔹
📌 *خدمة فتاوى كبار العلماء السلفيين*
ابن باز،ابن عثيمين،الالباني،الوادعي،الفوزان
*شاهد باقي الرسائل من هنا*
https://goo.gl/qrtC24
*أنشر فالدال على الخير كفاعله*